محاكمة قلب“
هناك وراء القضبان
...يقف المتهم البريء”
القلب“ في سجنه ينتظر الحكم الذي سيحكم عليه به في اعلى المحكمه ” محكمة الجسم الانساني“
يقف القاضي ” عقل“ يبحث في القضيه ليصدر حكمه النهائي فيها وفي الجانب الاخر يقف
رئيس النيابه استاذ” كبد“ وفي القائمه يجلس الشهود والحضور كل في مكانه المحدد وامامهم الحاجب ” بنكرياس“ .
القاضي” عقل“ يسأل المتهم” القلب“ :ما تهمتك؟
القلب: أحببت..يصرخ رئيس النيابه ويقول:إذن تعترف ولاعتراف سيد الأدله...
القلب:وهل أصبح الحب جريمه؟تتعالى ضحكات الجمهور سخريه بغباء القلب...
فيقول القاضي: نعم يا قلب ومنذ متى؟.
القلب: منذ بدأ الحب والغرام بين البشر...
يقاطعه رئيس النيابه قائلا: المتهم يتجاهل القوانين الجديده لتبرير نفسه وموقفه ويبرئ نفسه من التهمه...
القاضي: ما ردك على قول رئيس النيابه؟”
القلب المتهم“ : انا لا اعرف أي قانون يقيدني ويمنعني من أن أحب..
يقاطعه مجددا القاضي: الا تعلم قانون الحياة الجديدة؟
القلب: وعلى ماذا ينص؟
القاضي: لقد أصدرت المحكمة العليا في جسم الإنسان قرارها بتحريم الحب تحريما كلياُ وذلك لأن الحب لم يعد له ضروره في الوجود ولضرورة طغيان الكره عليه وليصبح شعار حياتنا الابدي.
رئيس النيابه: يبدو انه ما زال مقيداٌ بالعادات البشريه القديمه وكأنه لا يعلم ان القلب المحب والطيب يقوم بالتأثير على جيرانه من أعضاء الجسم ويؤدي بجسم صاحبه الى الضياع والهلاك...يقف القلب حزيناٌ وصادقاٌ ويبكي دوماٌ..رئيس النيابه: أطالب المحكمه بإستدعاء الشهود فينادي الحاجب” بنكرياس“
الشاهد الأول” الانسه معده“ وتقف المعده امام القاضي..
فيسألها القاضي:ماذا تعرفين عن القضيه؟
المعده:إني ظلمت وإن الطعام قل ولم يعد كافِ لحاجة الجسم منذ أن اصبح هذا الوغد...
القاضي: إذاٌ تأذيت من فعلته...؟تجيب المعده:...اشد الضرر يا سيدي واطالب المحكمه بإيقاع اشد العقوبه به حتى لا يعود الى فعلته الشنيعه.
القاضي:ما تعليقك ايها القلب على شهادتها..
يقف القلب صامتاٌ وكانت الصدمات تنهال عليه شيئاٌ فشيئاٌ لا يستطيع الإجابه.
القاضي: استدعي الشاهد الثاني وهم” الاوعيه الدمويه وابنائها كريات الدم الحمراء والبيضاء بالإسراع والركض نتيجة سرعة نبضات القلب مما أدى الى إجهادهم...
القاضي: ماذا تقولين في هذه المحاكمه؟
الأوعيه:يكفي ان ترى اثار التعب والإجهاد على كريات الدم الحمراء والبيضاء بسببه وبسبب جريمته.. سيدي يكفي وأتمنى أن يقلع القلب عن هذا الجنون.
القاضي:اين الشاهد الثالث؟ وهم” الساده مراكز الحواس في الدماغ“
ويسألهم العقل ما هي افادتكم؟مراكز الحواس الخمس: بعد أن فعل المتهم جريمته شغل مراكزنا بالتفكير بمن يحب ومنعنا من التفكير بشيء اخر.القاضي:كيف.. لم أفهم؟يقول مركز البصر:أنا لم يريني الا صورة في الحب.ويقول مركز السمع:أنا لم يسمعني الا صوت من يعشق.ويقول مركز الأحلام: لم يسمح لي أن أعرض في احلامي سوى صورة حبيبه..
القاضي:هل عندك دفاع ايها القلب؟لا يزال المتهم صامتاٌ.
رئيس النيابه:اعتقد ان الشهود كافيين لإثبات التهمه بالإضافه الى اعترافه بجريمته والنيابه تطالب المحكمه بإيقاع العقوبه رقم 50 من الماده 20 في قانون الحب..
القاضي:أتود أن تقول شيئاٌ ما أيها القلب؟لا........
أجاب القلب.القاضي:الحكم بعد المداوله وبعد عدة دقائق يخرج
القاضي” عقل“ ويقول:
حكمت المحكمه على المتهم قلب بشنق جميع المشاعر الجميله الموجوده فيه وأهمها الحب وحبس جميع الاحاسيس البشريه الخيره ومراقبه حركاته ومنعه من كل شيء جميل حتى لا يقع في حب جديد الى أن يتحول الى قلب حقود وشرير وخائن وذلك ليتماشى مع البيئه الإنسانيه الحديئه ليكون عبره لمن يعتبر وليفكر القلب الف مره قبل أن يرتكب أبشع الجرائم البشريه الحديثه الا وهي الحب.. رفعت الجلسه.وترتفع أصوات الجمهور : يحيا العدل ..وهكذا دوماٌ أصبح العدل باطلاٌ والباطل عدلاٌ........فيا أسفاٌ على الحب الذي مات في قلوب البشر