أريد أن أكتب لك كلاماً لا يُشبهُ الكلامْ وأخترع لغةً لكِ وحدكِ أفصّلها لك وحدك . خذُوا جميعَ الكتب التي قرأتُها في طفولتي
خذُوا جميع كراريسي المدرسيّة
خذوا الطباشيرَ.. والأقلامَ..
والألواحَ السوداءْ..
وعلّموني كلمةً جديدة أُعلّقها كالحَلَقْ في أُذُن حبيبتي.
أريدُ أصابعَ أخرى.. لأكتبَ بطريقةٍ أخرى أريدُ أن أصنع لكِ أبجديّة غيرَ كلّ الأبجدياتْ.
فيها شيء من إيقاع المطرْ
وشيء من غبار القمرْ
وشيء من حزن الغيوم الرماديّة
وشيء من توجّع أوراق الصفصاف
أريد أن أهديكِ كنوزاً من الكلماتْ لم تُهْدَ لامرأةٍ قبلك.. ولنْ تُهْدَى لامرأةٍ بعدكْ. يا امرأةً..
عندما قلتُ لكِ : "أُحبّكِ". كنتُ أعرف.. أنني أخترع أبجديةً جديدة لمدينةٍ لا تقرأ..
لماذا أنتِ؟ لماذا أنتِ وحدك؟ من دون جميع النساء
تغيِّرين هندسةَ حياتي وإيقاعَ أيّامي وتتسلّلين حافيةً..
إلى عالم شؤوني الصغيرة وتُقفلين وراءكِ الباب.. ولا أعترض.. *
لماذا؟ أُحبّكِ أنتِ بالذاتْ وأنتقيكِ أنتِ بالذاتْ وأسمح لكِ..
بأن تجلسي فوق أهدابي تُغنّين
ولا أعترض. *
لماذا ؟ تشطبينَ كلَّ الأزمنة وتوقفين حركةَ العصور وتغتالين في داخلي جميعَ نساء العشيرة واحدة .. واحدة.. ولا أعترض *
لماذا؟ أعطيكِ، من دون جميع النساء مفاتيحَ مُدُني التي لم تفتح أبوابَها.. لأيّ طاغية ولم ترفع راياتها البيضاء.. لأيّة امرأة..
من أنتِ يا امرأة؟
أيّتها الداخلة كالخنجر في تاريخي
أيّتها الطيّبة
والناعمة كوَبَر الخوخة
أيتها النقيّة، كأطواق الياسمين .
وأنا قاعدٌ على حقائبي أنتظر قطارَ الأيام.. نسيتُ القطارْ.. ونسيتُ الأيّامْ.. وسافرتُ معكِ..
إلى أرض الدهشة..