أستقالة
لم تصدق نفسها وهى تضع أستقالتها على مكتب مديرها منهية أغتراب عمر
لا يقدر بسنوات لم تصدق أن الفكرة ألحت وأن القلم أطاعها وأن الورقة أستسلمت لم تصدق سطور الوداع
ولم تصدق ما أجتاخها من قوة وأصرار رغم عذوبة كلام ودفء المشاعر ولكنها كانت أمام أعسر أمتحانات
حياتها كانت فى مواجهة حادة وقاسية مع نفسها لكنها فجأة وجدت نفسها محاصرة بعواطف وأجتماع اصدقا
ء العمر الأسطوريين وكل مواقف نبلهم فى أغترابها الذى لم يكن يداوية ويحتوية لا يحتوية الا محبتهم
الصادقة كان الأحبة يضغطون وكان بينهم طائر ذبيح يتفلت من مواجهتهم فما أصعب أن نحاصر بالحنان ما
أصعب أن يسألك الحب الا ترحل كانوا يضغطون لتقول عدلت ولكنها قدمت للحب السامى أسفها الشديد
وأعتذارها الحار ورجتة الا يهزم أمام قرار أرادتها الذى أستحلفتة من دمع سنوات لم يهجع فيها الشوق لحظة
لأحبة على الضفة الثانية ينتظرون عودة نورسهم المغترب هربت من لحظتها الدامعة لتجوب الشوارع التى
عشقتها هنا بيوت الغاليين مرافىء الأمان هنا أصدقاء هنا أحباب هنا بائع جريدتها يتوسد الناصية هنا عمر
يركض أمامها بكل صباحته الباسمة وأمسياته الدامعة هنا الصيف القاسى والشتاء الحنون هنا ضحكة منسية
على الطريق هنا دمعة واساها نبل رفيق هنا رفقة لا تنسى وهنا حكايات لاتنام لملمت محارات ذكرياتها فى
القلب وضعتها فى صالة الضحك والبكاء وجدت فى انتظارها حب ووداع خطف قلبها وجدانها يفور بما لا
يقال فاينما جال صرفها ذبحتها عيون تداوى ماتفلت من دمع ليشتعل حنانها للزمان النبيل نداء الطائرة
الأخير شدها من بحر أوجاع لا قبل لها به ليسلمها حضن ألى حضن ويد الى يد ودموع الى دموع وأنهار
تماسكها أمام حب لا يقال ولا يكتب تركت لفيضانها دمع يقف على حافة عينيها أن يجرى ويغرق لحظتها
بكل مافى روحها من شجن ومن نافذة الطائرة رنت الى الاشجار وهى تتقازم وتصغر بينما حب كبير
للطرقات للأصوات لرائحة القهوة مع الأحباب لعشرة عمر وشمت جلدها ولحمها بما لا يمكن
نسيانة لوجوة حبيبة غالية هان بصحبتها عمر الأغتراب لتشعر أن بعدها عنها اليوم لا يزيدها الا التصاقاً بالجسد..