عبدالله.. يا أحلي الأسماء ترحل..
وتقفل الباب علي زمن رائع عشته معك..
وبعدما تسربت من بين أصابعي معك عشرات الأزمنة
من الزمن الكويتي..
إلي الزمن اللبناني
إلي الزمن المصري
إلي الزمن السويسري..
إلي الزمن الانجليزي
أشعر أنني تعبت.. وأن الوقود في سفينتي بدأ ينفد..
وأود أن اعترف قبل أن اقفل باب زمني حيث خبأت أجمل أيام عمري،
وحيث دفنت أثمن كنوزي انك كنت بالنسبة لي كل المدن
أنت منحت المدن أهميتها، وحضورها.. وحضارتها..وسلامها..
وزرقة بحيراتها وبياض ثلوجها.المدن بدونك اشاعة كاذبة..
ووهم كبير.ولأنني معك كنت في حالة عشق دائم..
فإن مصدر فرحي هو أنت..
لا المدن إن المدن ليس لها حضور بذاتها وانما تكتسب حضورهامن حياة البشر..
وأحلامهم.. وأفكارهم.. وأفراحهم.. وأحزانهم..ومعاناتهم اليومية..واكتشافاتهم..
وانفعالاتهم.. وقلقهم العاطفي..وشئونهم الصغيرة.
نحن نصنع المدن لا هي التي تصنعنا.نحن نصوغها علي طريقتنا..
لا هي التي تصوغنا نحن الذين نطلق علي المدن أسماءها..
ونحدد جغرافيتها.إن فينيسيا لم تشتهر بأقنيتها المائية..
ولكن بعدد العشاق الذين يتغنون بالحب علي وسائد جندولاتها يا سيد كل المدائن..
بكل الحب..
وستبقي دشداشتك التي ودعت بها العالم وانت بين يدي.. طازجة تتكلم معي بلغة
لا يفهمها أحد سواي.وسيبقي جيمس Last وشوبان.. وأم كلثوم وعبدالحليم حافظ..
وربابة عبدالله فضالة تعزف تلقائيا إلي نهاية العمر.وستبقي أنفسنا.. وحواراتنا.
وحماقاتنا تتنفس في كل الزوايا هل أقول: شكرا علي الزمن الاستثنائي الذي منحتنيفيه السلام مع نفسي..
وأوصلتني مرفأ الأمان.
أم أقول لك:
شكرا لحبك فهو معجزتي الأخيرة..
بعدما ولي زمان المعجزات..
سأكتفي بأن أقول:شكرا لله لأنك لازلت القمر في سماء حياتي.
د.سعاد الصباح