كم عشت أرسم في خيالي .. صورة العمر الجميل ..
حزنٌ أنا ... اني لأعرف أنّ أحزاني .. ضبابٌ يملأ الكون الفسيح .. يسد عين الشمس .. يخبو الضوء في عيني .. فلا يبدو القمر .. أنسابُ في صحراء هذا الكون .. تنثرني الرياح .. وتحتويني الأرض .. ثم أعود أمطاراََ يبعثرها القدر ..
ماذا سأفعل والزمان المر .. يسكرني من الأحزان .. والأمل الوليد يطل في عيني .. ويخذلني النظر .. سافرت ضوءاََ في العيون .. وعدتُ قنديلاََ حزيناََ .. ينتشي بالحلم أحياناََ ويطفئه الحذر ..
فوق أنفاسي تلالٌ من جليدٍ .. فوق أقدامي جبالٌ من حديدٍ ..
هذا أنا ... بالرغم من كل العواصف .. تهدأ الأشجار أحياناََ .. وتترك نفسها للريح أحياناََ .. فيسكرها المطر ..
وسوف أمضي ليس يعنيني .. زمانٌ .. أو مكانٌ .. أو بشر ............
سئمت الحقيقة لان الحقيقة شئ ثقيل
فأصبحت اهرب للمستحيل ظلال النهاية في كل شئ
اذا ماعشقنا نخاف الوداع اذا مالتقينا نخاف الضياع.
وحتى النجوم تضيئ وتخشى اختناق الشعاع
هموم السفينة ترتاح يوما وتلقي بعيدا بقايا الشراع.
اذا مافرحنا نخاف النهاية اذا ما انتهينا نخاف البداية
وماعدت ادرك اصل الحكاية لان الحقيقة شئ ثقيل
سئمت الحقيقة .. فمازلت اعرف ان الحياة ومهما تمادت سراب هزيل
واعرف اني وان طال عمري سأنشد يوما حكايا الرحيل
واعرف اني سأشتاق يوما يضاف لايام عمري القليل
ونغدو ترابا يبعثر فينا الظلام الكسيح ونصبح كالامس ذكرى حديث تراتيل
عشق لقلب جريح وفي الصمت نصبح شيئاً كريها واشلاء نبض لحلم ذبيح
وتهدأ فينا رياح الاماني وبين الجوانح قد تستريح
ونغدو بقايا تطوف علينا فلول الذئاب فتترك للارض
بعض البقايا وتترك للناس بعض التراب حقيقة عمري بعض التراب
وتلك الحقيقة شئ ثقيل
ما أقصر الزمن الجميل سحابة عبرت خريف العمر كالنسمات
وتناثرت عطرا على أيامنا وتكسرت كالضوء في لحظات
ما اصعب الدنيا رحيلا دائما سئمت خطاة عقارب الساعات
السقف ينزف فوق رأسي والجدار يئن من هول المطر
وأنا غريق بين أحزاني تطاردني الشوارع للأزقة .. للحفر !
في الوجه أطياف من الماضي وفي العينين نامت كل أشباح السهر
والثوب يفضحني وحول يدي قيد لست أذكر عمرهُ لكنه كل العمر
لا شيء في بيتي سوى صمت الليالي والأماني غائمات في البصر
وهناك في الركن البعيد لفافة فيها دعاء من أبي تعويذة من قلب أمي
لم يباركها القدر دعواتها كانت بطول العمر
والزمن العنيد المنتصر أنا ماحزنت على سنين العمر طال العمر عندي
أم قصر لكن أحزاني على
الوطن الجريح وصرخة الحلم البريء المنكسر
في هذا الزمن المجنون لا أفتح بابي للغرباء لا أعرف أحدا
فالباب الصامت نقطة ضوء في عيني أو ظلمة ليل أو سجان
فالدنيا حولي أبواب لكن السجن بلا قضبان والخوف الحائر في العينين
يثور ويقتحم الجدران والحلم مليك مطرود لا جاه لديه ولا سلطان
سجنوه زماناً في قفص سرقوا الأوسمة مع التيجان وانتشروا مثل الفئران
أكلوا شطآن النهروغاصوا في دم الأغصان صلبوا أجنحة الطير
وباعوا الموتى والأكفان قطعوا أوردة العدل ونصبوا ( سيركاً ) للطغيان
في هذا الزمن المجنون إما أن تغدوا دجالاً
أوتصبح بئراً من أحزان
لا تفتح بابك للفئران كي يبقى فيك الإنسان..