ذات صباح..
إستيقظت ذاك الصباح بعد ان كانت أشعة الشمس تحاول اختراق جفنتي المقفلتين. نهضت من سريري, غسلت وجهي وجهزت قهوتي ومشيت الى ذلك الشاطئ الذهبي الذي يلمع تحت عين الشمس ليضيئ نوراً وهاجاً تذهل له الابصار.. سرت حافية القدمين أحاول ان أشق طريقي على ذاك الرمل البارد الناعم الملمس. كانت خطواتي ثقيلة و حذرة وكنت أحاول ان اتوازن كي لا تغادر قهوتي الفنجان, لمحت كرسي وحيد ينتظر ونيساً فقصدته..جلست أتأمل الشمس المداعبة بنورها طيات الأمواج المتسابقة الى الشاطئ.. فإذ بطير النورس يخطف نظري وهو يحلق في السماء الزرقاء محدقاً بالماء والأرض باحثاً عن رزقه.. صرفت نظري عنه لأرشف قهوتي فإذ بخيال يحجب نور الشمس عني ليفرض على الرمال شبحه , فرفعت بصري لأرى من صاحبه.. فإذ برجل طويل القامة,عريض الكتفين, سمراوي اللون, منحوت البشرة, ذو ملامح تملؤها الرجولة والعنفوان يتقدم نحوي فنظري الي بهتان العينتين الخضروان المسلحتين بسيفين طرزا بأتقان ليرسما صورة نادرة تملأها الرئفةِ وسحر لم أراهما من قبل فتبسم لي بحنية.... عندها احسست ببرودة تتملكني ولم يعد الكرسي حاملاً ثقل جسدي وأصبحت قهوتي ترقص في الفنجان على نغم أوطار أعصابي.. فقال لي بصوت خشن تطرب له المسامع وتصٌن له الأذان "صباح الخير حبيبتي..." عندها لم أعد أسمع صوت هدير موجات البحروضيعت طير النورس , فقدت لغتي وأصبحت أمية لا تعرف الأبجدية.. هربت كلماتي وتبعثرت أحروفي..خفق قلبي ورقت مشاعري...أحسست بملكية العالم....نعم.. كان ذاك الرجل حبيبي....
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية