صائد الخواطر

الأحد، 23 سبتمبر 2012

لا شيء يستحق

لا شيء يستحق
أن تكره الشارع ..
والطريق.. والمكان..
لأن أحدهم مر ذات يوم من هنا!!
لا شيء يستحق أن تلتقي بالطريق انسانا تحبه بجنون
فتتمنى أن تصافحه وتحلم أن يفتح لك ذراعيه لتبكي بين ذراعيه
وتحدثه عن معاناتك في بعده وتترك بصمات دموعك الصادقة
فوق صدره ويربت بيديه الحانيتين فوق ظهرك
لكنك تتذكر أنكما في حالة فراق
فتقابله كالغرباءوتعامله بجفاء وكأنك تراه لأول مرة
وتنسحب من أمامه وأنت تتمنى أن يلحق بك!!وأن يناديك صوته!!
لا شئ يستحق أن تشتاق إليهم بألم وتمر في المساء أمام ديارهم
وتستتر بظلام الطريق بانتظار طيفهم وتقاوم رغبتك المجنونة في رؤيتهم
وتشتعل بشوقك الجامح إليهم ولكن يحول كبرياؤك بينك وبينهم
فتعود وحيدا لتنطفئ فوق وسادتك بدموعك !!
لا شئ يستحق أن تقضى ماتبقى من عمرك وحيدا تحصى وجوها أحبتك
و أخرى أحببتهاوتسد نوافذك على العالم وتغلق أبوابك بوجه القادم
وتحرق سنوات عمرك بسكين آلامك
وتبكي فوق أطلال حكاية ماتت وتجلس تحت سدرة أحزانك بانتظار تحقيق أمنية
أنت أعلم الناس أنها لن تتحقق يوما !!
لا شئ يستحق أن تكرههم بعد الحب فتتجنب الحديث عنهم
وتتجنب الطريق المؤدي إليهم و تسخر من تضحياتك الصادقة معهم وتندم على عطائك اللا محدود لهم
وتصف نفسك بالغباء والسذاجة وأشياء أخرى لا تليق بك وتلعن أيامك الجميلة معهم
وتشوه جمالك بداخلك كي تكون إنسانا أكثر تشوها وواقعية منهم !!
لا شئ يستحق أن تغضب حد الثورة وأن تثور حد الاشتعال
وأن تشتعل حد الاحتراق وأن تحترق حد الألم وأن تتألم حد البكاءوأن تبكي حد الانكسار
و أن تنكسر حد الموت وأن يتحول بياضك إلى سواد
و أفراحك إلى حداد
و ابتسامتك إلى دموع
و تفاءلك إلى تشاؤم !!
لا شئ يستحق أن تصرخ في وجه نفسك وتوبخ قلبك على اختياره الخاطئ
وتنصهر كالشموع وتذبل كالورود وتنهار كالجبال وتغيب خلف يأسك كالشمس
وتنزف صحتك كالماء وتموت بلا موت وتبكي بلا صوت وترفض القلوب الصادقة
وتفقد ثقتك بالآخرين فقط .. لأن أحدهم عجز أن يبادلك مشاعرك الجميلة تجاهه!!
لا شئ يستحق أن لا تبدأ أنت بالسلام وأن لا تمد يديك إليهم مصافحا
وأن تتحدث عنهم بسوء و أن تصفهم ببشاعة وأن تثرثر بعيوبهم
وأن تسلخهم انسانيتهم وتصدر حكمك باعدامهم وتسلبهم حق الدفاع عن أنفسهم
وتبالغ في اضاءة سلبياتهم للآخرين كي تقنع المحيطين بحقك.. وقضيتك !!
لا شئ يستحق أن تقف أمام المرآة وتحصي الشعر الأبيض في ليل رأسك
وتتتبع خطوات الزمن في وجهك
وتفقد ثقتك بنفسك وتنصهر ندما على أيامك
وتحكم على نفسك بالموت حيا وتسدل ستائر النهاية على أحلامك
وتطفئ شموعك قبل أوانها وتذبل قبل أوانك!!
28\7\1999من كتابات شهرزاد

1 تعليقات:

Anonymous غير معرف يقول...

أتدري انني وصلت لنفس النهاية لأنني أحببت حلماً لم يتجسد وانتظرت شخصانسجته من خيالي وعشت سرابا كلم قبضت عليه بتلاشى، وها انا بعد الشيب انظر كيف الملم شتاتي أضحك من نفسي فأنا بالروح مثل أولادي لا أزال مراهق أحس بقسوة حياتي ولا أزال أتفاجأ بالمثل تتهاوى من حولي وأحاول كالغريق التمسك بخشبة مبادئي عسى بالقبر يكون شط نجاتيز

9 يناير 2011 في 11:14 ص  

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية

Free Hit Counter
Security Envelopes
لندن نيويورك طوكيو القاهرة