صائد الخواطر

الأربعاء، 4 يونيو 2008

من أين وكيف أتيت

ذات اليوم حيث كنا في ضيافة الشعر،مستمتعين بذاك الهروب الجميل للكلمات..
أدركت أن الوهم ما هو إلا الوجه الآخر للحلم..قبالتي تماماً،،
كان هو،،هادئٌ في احتفاله بالهم،رجل في قميصه الأسود،تتحركُ الكلمات بين شفتية بخفة..
جمعنا الوقتُ في مقهى قريب..ذاك اليوم،كان غارقاً في التفكير،معتزلاً الكلام بالصمت،حزنه يترفع عن التعبير،يتجرَّع قهوته مرّة، مشتتاً بَصَرهُ بيني وبينَ الواجهة الزُجاجيَة التي علقتْ بها قَطراتُ المْطر..
يَستفزُني صمته..
أتمنى لو أخنقُه حبّاً..
أهربُ منه إلى عينيه وأفكر:كيف جاءَ بنا القَدَر إلى حيث نحن..
وكيف يجيء لقائنا الأولُ صدفة فى هذا المكان
أي مفاجأةٍ يخبأها لي الوقت ذاك اليوم..
وهو..الغارقُ في صمتهِ..وفي فوضى روحهِ
حتى يُخيل لي أني أسمعُ همهمات أفكاره
وصخب الصمت في عينيه..يستسلمُ لنظراتي تتابعه..
بينما ينشغلُ هو بدفن حلمٍ وتكفين آخر أراقبُ أنا الحزن الذي يطوفُ بعينيه
وأسأله:- تحب ؟! - الحبّ مبدأ.. - تحب من؟! - أحب..وأحب كل شيء جميل..
-لماذا أنت حزينٌ إذن؟! - للسبب ذاته..- شاركني حزنك..كلما أقصيتني عن مدنكَ زادت المسافات بيننا اتساعاً .. ويكتفي بالصمت كأنه يقول لي :
أنا بحرٌ من الحزن.. وأخشى أن تبتلعكِ أحزاني وأجيبه بصمتي أيضاً:
لا يهم إن غرقنا سوية..معك الموت أجمل !!
لا أبالي بكلماتٍ تقف حائلاً بيني وبين حزنه فأسأله بالإصرار ذاته:
لأي شيء ترفض أن تبوح لي بسر حزنك الدائم؟ويجيبني مبتسماً:
لأني أحبكِ يقولها ويتوقف المطر عن الهطول،أستعين بالكلمات فيصفعني الصمت..
ويمر الوقت وأنا في حضرة الحلم..
وتتوالى لقاءاتنا وأنا عبثاً أحاول أن أستجمع نفسي وأتظاهر بالهدوء والسكينة
ربما لأبحث عن إجاباتٍ غبية لأسئلة لم تطرح بعد..
كل لقاء يرسم لي أملاً جديدا لكني فجأة أجد نفسي وحيدة من دونهِ..عدا صوته يخترقني ذات مساء......أبحث عنه بين الوجوه وفي الطرقات ولا ألقاه....
وأقرر أن أهرب للمكان الذي كنا فيه معاً لأول مرة..إنها العاشرة إذن..يشعل فيّ الجنون ويرحل..ويتركني هائمةً على رصيف الحلم أستطرق النهايات الحزينة..
أنتظره..وليت الوقت يجيء بهِ بعد أن طال الانتظار..
لكنه لا يأتي،أطارده بحبيّ وأقرر أخيراً أن أتجرد من صبري وأعلن له بلهفة.. ونبضات قلبي تتلاشى..أعد له حديثاً وأشواقاً لا زالت بدفء قلبي الذي أحاله الحبّ إلى جزيرة خضراء منذ أحببته..أنتظره ويصفعني الرد:
أنا بحرٌ من الحزن.. وأخشى أن تبتلعكِ أحزاني

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية

Free Hit Counter
Security Envelopes
لندن نيويورك طوكيو القاهرة